الكاتب /محمد بدوي
يعاني المسلمون في كمبوديا من بطش الحكومة الشيوعية التي عملت على إبعادهم عن الإسلام بكل الطرق، بدءاً من قتل قادتهم، وهدم المساجد، ومنعهم من إقامة الصلاة، وإجبار بناتهم على الزواج بغير المسلمين، إلى إجبارهم على الهجرة إلى البلاد المجاورة مثل: ماليزيا، وتايلاند، وغيرها.
تحتل كمبوديا جزءاً من شبه جزيرة الهند الصينية في الجنوب الشرقي لقارة آسيا، تحدها لاوس من الشمال الشرقي ومن الشرق، ومن الجنوب الشرقي فيتنام, ومن الجنوب الغربي خليج تايلاند, وتحدها من الغرب والشمال الغربي تايلاند.
انتشر الإسلام في شبه جزيرة الهند الصينية عن طريق جماعات من التجار العرب والهنود والجاويين، ووصلهم الإسلام في القرن التاسع عشر، وانتشر بين جماعات "تشام" أيام ازدهار مملكتهم في القسم الجنوبي من الهند الصينية، وعرفت بمملكة تشامبيا.
كما انتشر الإسلام بين الجماعات "الجاوية" التي تنتمي إلى العناصر "الأندوسية"، وتتحدث الجماعات المسلمة لغة "الخمير"، ولقد وصل عدد المسلمين إلى 180 ألف نسمة، و أصبح الآن 150 ألفاً بسبب بطش الحكومة الشيوعية.
وينتشر المسلمون في "كمبوديا" في 14 ولاية، وتركيزهم في منطقة "كامبونج - تشام" في القسم الجنوبي من البلاد، وهناك جماعات مسلمة تنتمي إلى العناصر "الجاوية" تنتشر في المناطق الساحلية، وقامت الحكومة الشيوعية في كمبوديا في سنة 1396هـ 1976م بشن غارات وحشية على المسلمين، وقتلت قادتهم ومنهم شيخ الإسلام في كمبوديا، وهدموا المساجد، ومنعوا المسلمين من تأدية الصلاة، وأجبروا بنات المسلمين من الزواج بغير المسلمين، ومنعوا المسلمين من استخدام لغتهم، وأحرقوا كتب التراث الإسلامي بكمبوديا، وطردوا المسلمين من قراهم.
كما قامت السلطات الشيوعية بمنع الشباب المسلم ممن تزيد أعمارهم عن خمسة عشر عاماً من الإقامة مع والديهما، وإجبارهم على الإقامة في معسكرات الشباب الوثنية حتى يضعفوا إيمانهم، ويفتنونهم في إسلامهم، وأجبر المسلمون على أكل لحم الخنزير، وتحولت المساجد إلى حظائر، وحرم الاحتفال بالأعياد الإسلامية. وحرموا على المسلمين الذين ينتمون إلى جماعات "تشام" التحدث بلغتهم، وأجبر المسلمين على الهجرة إلى تايلاند وماليزيا، وتعرض المسلمون للإبادة، ففر المسلمين إلى الخارج، أو اضطروا إلى اللجوء إلى مناطق العزلة في الغابات، وعلى المرتفعات، وقد تحسنت أوضاع المسلمين، وبدأ البعض بالعودة إلى كمبوديا.والفرصة متاحة الآن لإرسال الكتب الدينية، والحاجة ماسة إلى نسخ من القرآن الكريم، وترجمة معانية، فمن يشعر بإخوانه المسلمين هناك، ويساعدهم على التمسك بدينهم؟
المساجد في كمبوديا: لقد شيد المسلمون 185 مسجداً، 9 منها في فينوم بنيه العاصمة، و59في منطقة كامبونج، والمساجد الباقية موزعة على مناطق المسلمين بكمبوديا.
مشاكل المسلمين في كمبوديا:
1- انعدام الإمكانيات المادية لتبني العمل الإسلامي.
2- إهمال الدول الإسلامية والإعلام الإسلامي لهم.
3- الحاجة ماسة للمدارس الإسلامية، والمناهج والكتب بلغتهم.
4- انعدام التنظيم الإسلامي.
5- القلق على مستقبل أولادهم الديني.
6- التحديات البوذية والمسيحية التي عادت إلى كمبوديا.
--------------------------------------------------------------------------------
نقلاً عن / المختار الإسلامي